Turkish Property Port

تاريخ البقلاوة التركية

البقلاوة التركية

البقلاوة التركية

الفترة العثمانية والبقلاوة

تعد البقلاوة من الحلوى التي تشتهر بها العديد من دول آسيا الوسطى ,حيث تعتبر جزء من تراث الطعام الخاص بهم، وفي نفس السياق نذكر أن لهذه الحلوى تاريخ قديم في تركيا و خاصة في العهد العثماني القديم. ولابد من الاشارة إلى أنه قد تم الاشارة إلى 21 نوع لهذه الحلوى اللذيذة وذلك خلال فترة الفاتح أي منذ حوالي عام 1473. ووفقا لتقرير افيليا شلبي الذي سجل في منتصف القرن 17 والذي يشير إلى أن البقلاوة كانت تقدم للضيوف المهمين وخاصة في احتفالات الختان لأبناء السلاطين الأربعة خلا تلك الفترة. يمكن القول أن البقلاوة كانت تعد الحلوى الشعبية الخاصة بالأغنياء والأثرياء، ونذكر أيضا أن الطهاة كانوا يتبارون لإثبات مهاراتهم في إعداد البقلاوة والأرز وذلك قبل الحصول على موقعهم كطهاة في أي مكان كان. كانت البقلاوة تعرف باسم "ريكايك" كونها كلمة عربية قديمة ، حيث كانت هذه الكلمة تشير إلى رقة صفائح العجين المصنوعة منها هذه الحلوى,والتي كانت مفضلة من قبل نخبة من الأمراء خلال الإمبراطورية العثمانية. ونذكر أن برهان أوغوز((Burhan Oguz وفي كتابه عن الجذور الثقافية للأتراك يذكر أنه إذا كنت تريد طهي طعام مميز لابد أن تعد هذا الطعام من خلال رقاقات البقلاوة ، حيث تستهلك حوالي 100 رقاقة لكل صينية. ونضيف أن البقلاوة تعتبر حلوى ذات هيبة كبيرة وتقدم للضيوف قبل تقديم الخبز ,حيث يقوم صاحب المنزل باسقاط ليرة ذهبية في صينية البقلاوة, فإذا وصلت الليرة الذهبية إليها تعتبر الليرة الذهبية هدية للطاهي، وإلا سيكون موقفا محرجا لصاحب المنزل ومشكلة كبيرة لطاهي الطعام !

البقلاوة رمز هام من رموز التاريخ

كما رأينا أن البقلاوة كانت تعتبر أكثر من مجرد حلوى ,فهي تعد رمز من رموز التاريخ والثروة. حيث نجد أنها كانت من الأطعمة التي تتناول من قبل الأثرياء في القصور, حيث كان طهاة البقلاوة يقضون حياتهم في تعلم مهارات صنع عجينة البقلاوة الرقيقة مثل البتلة الوردية. ولابد من الاشارة إلى أنه وفي أواخر القرن السابع عشر أصبح موكب البقلاوة مشهدا تقليديا في اسطنبول نشهده في اليوم الخامس عشر من رمضان,حيث زار في مثل هذا اليوم السلطان محمد الخرقا الشريفة (hirka-i sherif) وأرسل البقلاوة كهدية إلى الجنود,حيث تم اعطاء علبة واحدة منها لكل 10 جنود في القصر,فقد كانوا جميعا يصطفون ويتجهزون للمسير مع رئيسهم. ومن ثم قاموا بحمل صواني البقلاوة إلى ثكناتهم الخاصة ضمن تجمع كبير. حيث كان العرض الأخير في 21 أبريل 1826 وذلك قبل إلغاء الانكشاريين. أخيرا لابد من القول أن البقلاوة لا تزال حلوى شهيرة ومرتبطة بشهر رمضان الكريم، بالاضافة إلى أنها تعتبر من الحلوى التي تقدم كضيافة مميزة خلال الاحتفالات والمناسبات الهامة الأخرى,ولايزال الطهاة إلى اليوم يتنافسون لإعداد أرق عجينة من البقلاوة اللذيذة...